في الحياة ،،،،
يوجد أشخاص هم كالنوافذ بالنسبة لنا ،،
نرى من خلالهم جمال حياتنا ،، و بهم نواكب تطورات عصرنا ،،
شعاع العلم منهم ينفذ إلى عقولنا ،، و نور الأمل يُــنير ظلمة أرواحنا ،،
بالرغم من عِـــظَـم الجدران المحيطة بنا ، و شدة قوتها و سمكها و طول ارتفاعها إلا أن النوافذ أبت إلا أن تربـطنــا بعالمنا ، و تنقل لنا دفء شمسنا ، و عبير أزهار أرضنا ، و جمال روضنـــا ، و ترينا من فتحتها الصغيرة اتساع كوننا لتزيد من شوقنا إلى الخروج من حبس جدران خوفنا و عجزنا و ظلام يأسنا ،،،
و لا عجب إذا ازداد لها حبنا ، و امتلأت بالود لها قلوبنا
أليس النبات يميل باتجاه مصدر الضوء؟!!!
كل يوم يزداد منه اقتراباً ، لأنه وجده له محفّزاً و مساعداً ..
فالنبات إذا وُضع في الظلام توقفت عملية بنائه و ضعُف نموّه و نحو الأرض مالت ساقه و انحنت أوراقه ،، فيفقد جماله ،،
و إذا ما أبصر من فتحة الجدار نوراً يلوح أمامه .. اتجه إليه ..
و بدأت عملية البناء ، فيقوى الساق ، و ترتفع الأوراق ، و تميل النبتة باتجاه تلك الفتحة لترسم لنا أجمل و أصدق لوحة تصوِّر فيها واقعنـــــا =)
فأرواحنا إذا حاصرها ظلام الجهل و قــيّدتها سلاسل الخوف من الفشل ، ضعفت ثقتنا بأنفسنا ، و ازدادت الحواجز التي تعزلنا عن عالمنا ،،
فتنحني رؤوسنا استسلاماً لظروفنا ، و تتوقف عقولنا عن بناء أهدافنا و رسم خططنا و تخيـّـــل إنجازاتنا ،،
فنصبح كنبات ضعيف ضئيل الحجم ،، ينمو في الظل و يرضى بالذل ،،
ليس لنقص في طول ساقه أو في عدد أوراقه ، بل لأنه يعلم أن تحقيق الهدف يحتاج إلى تضحيات ، و لو قرر هجران الظلام و الخروج إلى النور لأحرقت الشمس بعض ورقاته بحرارتها ، و لتبخرت بعض القطرات منه و ربما لن تعود إليه ،،
و لذلك بقي في ظلامه و قرر التخلي عن تحقيق أحلامه ،،
إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي ترى فيه بصيصاً من نور و قبساً من ضياء يخلل من بين الأغصان التي تغطي النافذة ،،،
يصلنا الضوء بارداً بينما يتحمل زجاج النافذة حرارته لترسم لنا أجمل صور التضحية ، و تخبرنا أنه بالرغم من ضعفنا و خوفنا إلا أن هناك من يحبنا و يحاول مساعدتنا في تحقيق حلمنا ،،
بالرغم من عيشنا في ظلام الجهل بين جدران اليأس إلا أن الفرص تصل إلينا ، و النور يُــبصرنا ، و هناك من يحاول أن يقف بجانبنا ..
بالرغم من محاولة الأغصان لتغطية نوافذنا و حصرنا في زنزانة ضعفنا إلا أن هناك من يَــذْكــرنا و يسعى لإخراجنا من حزننا ،،
حينهـــــا ،،،،،
لابد أن يقوى ساعدنا ، و ترتفع هممنا ، و يزداد حماسنا
.. فتطاول أعناقنا عنان السماء ..
و يرتفع النبات و يميل نحو ذلك الجانب المضيء ،،،
ينحني إليها تعبيراً منه بالشكر و الامتنان ،،
و ليهمس لها بأن بريق أوراقه سيظل شاهداً لها بحسن أفعالها و جميل تضحياتها ،،
و سيبقى النبات يتبع تلك النافذة و يلازمها ما دام أنه يستمد منها طاقته و حماسه ، و يجدها مساعدةً له لتحقيق أحلامه ،،،
إيمان الشريـف 1430 هـ
،،،
بصراحة اموون أعجز عن التعبير
ردحذفكلمات في قمة الروعة والإبداع مثل صاحبتها
الله يوفقك يارب وإلى الأمام دووم ان شاء الله
ويسعدني جداَ أن اقرأ ماكتبته أناملك الرائعه