زيد ،، يصغرني بسنة واحدة ،،
لطالما كان يضاحكني كلما قابلته ،،
لم أكن أذهب إليه ،، بل هو من كان يسأل عني و يأتي للسلام علي ،،
و اليــــــوم ،،،،،،
يجثم الهم على قلبي حزنـاً عليه ،،
زيــد !!
منذ متى كنت سبباً في حزني ..؟!!..
منذ متى كنت من يُنزل دمعي .؟!!..
اليوم بكيت .. بكيت يا زيد و لم أجدك بقربي ،،
بكيت .. و بقيت أنتظرك تُــضحك ثغري ،،
لــم تــأتِ ،،
رحلت و تركتني ،،
حلّقت روحك إلى بارئــها
و بقيت ذكراك تحلّق في داخلي ،،
في سماء قلبي الذي أَحبك ،،
و في فؤادي الذي عشق ذكرك ،،
زيــد !!
اليوم بكى أبي ،، و بكت أمي ،، و بكيت أنــا ،،
و حق لنــــــــا أن نبكي ،،
أغمض جفن عيني و أتذكرك ،،
أتذكر جلستك معي لتحكي لي عن أحلامك و طموحاتـك ،،
و اليـــــــــــــــوم ،،،،،
أفتح عيني لأرى جسدك تحت طبقات التراب ،،
أبكي حينهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ....
أبكي لأني أرى أحلامك تُــدفن معك ،،
أبكي لأن جزءاً مني اليوم دفنوه و قلبي لا يزال ينبض بالحياة ،،
عذاب فوق عذاب أتجرّعــــه لفقدك ،،،،
أرى أحلاماً يتيمة لا تجد من يحققها ،،
بكيت ،،،،،،،،
أرى أبي .. الجبل الشامخ .. يجثو على ركبتيه و يُــنزل طرف (شماغه) و يذرف دمعه و يهذو باسمك ،،
بكيت ،،،،،،،،
أرى أباك ينتفض ألماً كطائر جريح ،، و هو يضحك في حالة هستيرية منذ سماعه برحيلك ،،
بكيت ،،،،،،،،
و بكيت ،،، و بكيت ،،،،،،
و يحق لمثلي أن تبكي ،،
شمس حياتي تغيب تحت تراب المقبرة ،،،
و جسد يفوح طُــهراً يُـوضع في حفرة في ليلة مظلمة ،،،
و وجه حسن غاب عني في مقبرة موحشة ،،،
اليـــوم بكيت ،،،،،
جفّت عيني من بكاء جدي ،،
ثم عادت لترتوي من دمعات فقدي لزوجة أبي ،،
و اليوم نزف قلبي دماً عليك و على إخوتـك ،،
.. أنت و عبد الله و معاذ ..
منذ سنوات و قلبي يُــــودِّع أحبــــــابـاً من حياتي يرحلون ،،،
و اليــــــــوم ،، أُفجــع بتوديعي لعقول طعنها الفقد بمنجله ،، فغدت عقولاً يحيا أصحابها بجسد ينبض بقلبٍ فَقَدَ حلاوة الحياة ،،،
اليوم بكيت ،،،،،،،،
بكيت إشفاقاً على قلب أختي الذي يقطر حزنـاً و ينزف ألماً عليك ،،
اليوم بكيت ،،،،،،،،
بكيت رثـاءً لأمتي التي فقدت شابـاً مثلك ،،
فجرٌ باسمٌ كان ينتظرك .. و اليوم ليلنا أسود داجٍ بـعدك ،،
اليوم بكيت ،،،،،،،،
بكيت حزنـاً على أحلامي التي أشركتك فيها ،،
لن أجد بعدك يداً تمتد إليَّ لتنتشلني من قاع أحزاني ،،
اليوم بكيت ،، و بكيت و بكيت ،، و رأيت سماءنا تبكي معنــا ،،
فتحت نافذة غرفتي و سمعت وقع قطرات المطر تسرد لي حكاية رحيلك أنت و عبد الله ،،
أجـــــــــــــــــــــــل ،،
ألم يكن المطر يـهطل وقت وقوع الحادث ،،
اختلطت قطرات الماء بنزف الدمــــــــــــــــاء ،،
و فــــــــــــــــــــــاح ريحكم الطاهر ،،
ما يزعجني هو أني أشعر أن دمع عيني يـهطل على أرض قلبي ،،،
و إيقاع الدمع ينشد آهـــات الفقد ،،
ينشدها فينتشر صداها في أرجــاء قلبي المكلوم ،،
و هــــا قد فاض دمعي لرحيلكم ،،، و تـنـهّــــــد قلبي شوقاً للقائكم ،،
زيــــد ،، عبد الله ،، معـــــــــــاذ ،،،،،،،،
ما أطـــــــــــــــــــــــول ليلي بـعدكـــم ..
خالتكم الداعية لكم / إيمان ،، 1430 هـ
،،،